الاستعمار الجديد / تفكيك الاستعمار الجديد
من «معذبو الأرض» إلى الثورات العربية
على الرغم من أن كتابات فرانز فانون وأفكاره معروفة بوضوحها وشغفها، إلّا أن ما وصل منها إلى العالم العربي كان ترداداً للآراء والأصداء المنبثقة من فرنسا الاستعمارية، حيث يُعرَّف بأنه «نبيٌ العنف». صحيحٌ أنّ فارنز فانون يدعو إلى العنف في سياقات مُعيّنة، إلّا أن هذه القراءة الشمولية تشوِّه نصوصه الثورية والرؤيوية بطبيعتها، والتي لا تزال صالحة للاستخدام في أيامنا هذه. في هذا السياق، أُجرِيت العديد من المراجعات على إرث فانون الفكري في العديد من المناطق في العالم، وعلى الرغم من أن بعضها اكتسى بطابع استرجاعي أو احتفالي والبعض الآخر بطابع ساخر، بقيت كتابته غير متداولة في العالم العربي.
في الذكرى الستين لنشر النسخة العربية من كتابه «معذبو الأرض»، يسعى مُحرِّرو هذه السلسلة من المقالات إلى العودة إلى رؤى فرانز فانون وأفكاره، لا سيّما تلك التي تتناول الاستعمار الجديد والعنصرية، وتفكيك الاستعمار، ومن دون تجاهل أفكاره حول العنف، وذلك من خلال قراءة ثورات العالم العربي وانتفاضاته منذ عام 2010 انطلاقاً من أفكار فانون، وذلك للتعلّم من مفكِّر امتلك ما يكفي من الشجاعة لتسليط الضوء على العوائق الثورية التي توقّع مواجهتها مع حلفائه أنفسهم، من شخص عبّر بوضوح عمّا اكتسبه من النضالات الثورية وليس في حياته ونضالاته الخاصّة فحسب، بما يتجاوز، أو حتّى يدحض، شرعية الحدود القومية. نسعى أيضاً من خلال قراءة فانون إلى تجاوز أفكاره وتحليلاته نفسها – خصوصاً أن الأزمنة تغيّرت في خلال الأعوام الستين الماضية – عبر إعادة تقديم مفهوم مُحدّث لـ «تفكيك الاستعمار الجديد». ونأمل أن تساهم هذه القراءات بتحفيز التفاعل الفكري لدى الرازحين تحت ظروف استعمارية جديدة، سواء في منطقة البحر الكاريبي وأميركا الجنوبية مسقط رأس فانون، أو القارة الأفريقية التي انخرط بالكتابة عنها، أو العالم العربي حيث كرّس معظم طاقته في أيامه الأخيرة، أو آسيا التي سعى إلى إقامة تحالفات ضمنها ضدّ المستعمرين. اليوم، يحمل المستعمرون الجُدد إرث أسلافهم المستعمرين الأولين، وبالتالي علينا الاتحاد مرّة أخرى ضدّهم.
ندعوكم للانخراط في هذا العمل الُمشترك والبحث في الأفكار المذكورة أعلاه والكتابة عنها. نستهدف كاتبات وكتّاباً وكاتبات انخرطوا/ن بالثورات العربية في خلال السنوات الماضية، ونرحّب بالنصوص المستوحاة من أسلوب فانون في الكتابة – «في هذه المنطقة المُتحجّرة حيث لا يتحرّك شيء، تتأرجح أشجار النخيل فوق الغيوم، ويتكسّر موج البحر على الشاطئ، وتأتي المواد الخام وتذهب، بما يمدّ المستعمر بشرعيّة ما، فيما المُستعمَرين عبارة عن جثث حيّة مأسورة بأحلامها القديمة» – نتطلع إلى أعمال تستخدم لغة فانون الشعرية والسلسلة، إذ نرى بهذا المجلّد محاولة لإعدادنا للصراعات المقبلة، ونسعى للتعامل مع مساهمين ومساهمات يشاركوننا بهذه الرؤية.
إذا كنت مهتمّاً/ة بالانخراط في هذا المشروع، يرجى إرسال مقترح لنص بحلول 28 شباط/فبراير 2023 (بحدّ أقصى لا يتجاوز 500 كلمة)، وسنعود إليك بحلول منتصف آذار/مارس المقبل إذا كان الاقتراح مناسباً للمطبوعة، على أن تُقدَّم المسودة الأولى في 30 أيار/مايو 2023، ويمكن كتابتها باللغة العربية أو الإنجليزية أو الفرنسية. تشمل الموضوعات الُمحتملة: تأمّلات في ثورات العالم العربي وانتفاضاته، إعادة نظر في النضالات المناهضة للإمبريالية والتحرّر الوطني، تأمّلات في إزالة الاستعمار الجديد (من منظورات الجنس، والعرق، والعمل، وما بعد العمل، والجغرافيا، والأدب، إلخ…). يرجى المساعدة في نشر هذه الدعوة وإبصالها إلى من تعتقدون أنهم مهتمين بها، وإذا كان لديك أي أسئلة، لا تتردّد/ي في الاتصال بنا. نتطلع إلى قراءة أفكارك!
الرجاء ارسال الاقتراح الى
fanon@brzkh.org
تشمل الموضوعات الُمحتملة: تأمّلات في ثورات العالم العربي وانتفاضاته، إعادة نظر في النضالات المناهضة للإمبريالية والتحرّر الوطني، تأمّلات في إزالة الاستعمار الجديد (من منظورات الجنس، والعرق، والعمل، وما بعد العمل، والجغرافيا، والأدب، إلخ…). يرجى المساعدة في نشر هذه الدعوة وإبصالها إلى من تعتقدون أنهم مهتمين بها، وإذا كان لديك أي أسئلة، لا تتردّد/ي في الاتصال بنا. نتطلع إلى قراءة أفكارك!
طوِّر هذا المشروع من قبل فيليب رزق، ويشاركه آخرون في التحرير.
منشورات برزخ هي دار نشر حديثة مرتبطة بمكتبة وفضاء للفعاليات الثقافية في بيروت، تركّز على المحتوى العربي، ولكن تنتج أيضاً منشورات بلغات أخرى، بدءاً من الشعر والمقالات الطويلة إلى التاريخ والأنثروبولوجيا، مع اهتمام خاصّ بالأصوات التقدّمية والمُهمّشة. تنتج الدار أيضاً وتنشر محتوى رقمي عبر الإنترنت، من المقالات التفاعلية الطويلة إلى المجلّات الدورية، وتهتمّ بأشكال جديدة للتوزيع، والترخيص المفتوح، والتصاميم والأشكال المتعدّدة الوسائط بما فيها تسجيلات الصوت والفيديو والموسيقى.